أخبار

دراسة: القهوة تحميك من الإصابة بالرجفان الأذيني المرتبط بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية

لو عايز تتخلص من الغضب والعصبية نتيجة الضغوط.. نصيحة غالية يقدمها د. عمرو خالد

قصة الورقة التي أبكت الشافعي بعد أن رفض الصلاة على صاحبها

ماهو تأثير النعاس على الوضوء والصلاة؟

أنا أنصحك إذا أنا أحبك .. تعرف على آداب النصيحة

لماذا نصح النبي بإتيان الرجل لزوجته حينما تعجبه أخرى؟

دعاء غير الله سبب كل بلاء ويعرضك للعقوبة.. هذه صوره

كيف تتفاوت عقوبة أهل النار.. وعلى أي أساس يتباين العذاب؟

الغيرة على النساء.. هذه عقوبة من لا يغار على أهله

المنافقون.. هل يستطيعون خداع الله؟!

كيف تتفاوت عقوبة أهل النار.. وعلى أي أساس يتباين العذاب؟

بقلم | محمد جمال حليم | الاربعاء 12 نوفمبر 2025 - 01:47 م
ورد في القرآن الكريم أن أصحاب النار متفاوتون في العقوبة فهم ليسوا على درجة واحد من العقاب وأنهم في الناء على دركات كما يتمايز أهل الجنة في الدرجات.
وقد بينت آية سورة النساء أن المنافقين هم أصحاب الدرك الأسفل من النار في قول الله تعالى: ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا )، لكن لم يرد ما يفصل صورة توزيع أهل النار على هذه الدركات.

دركات النار:
وقد تكلم غير واحد من أهل العلم لا سيما المفسرين في تفصيل أهل هذه الدركات على حسب ذنوبهم فمنهم من جعل فرعون من أصحاب الدرك الأسفل، وقد استفادوا هذا من أن الدرك الأسفل هو أشد العذاب، وفرعون قد توعده الله تعالى بأشد العذاب، كما في قوله تعالى:( النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ)، وكذلك إبليس هو من أشد أهل النار عذابا لأن كل ذنوب المذنبين كان هو الداعي إليها، يقول ابن القيم رحمه الله تعالى، معلقا على الآية السابقة: " وهذا تنبيه على أن فرعون نفسه في الأشد من ذلك، لأنهم إنما دخلوا أشد العذاب تبعا له، فإنه هو الذى استخفهم فأطاعوه، وغرهم فاتبعوه. ولهذا يكون يوم القيامة إمامهم وفرطهم في هذا الورد، قال تعالى: ( يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ ) والمراد أنهم إنما استحقوا أشد العذاب لغلظ كفرهم، وصدهم عن سبيل الله وعقوبتهم من آمن بالله.

اليهود وموقعهم من النار:
ومن ينظر في القرآن الكريم يجد آيات كثيرة تتحدث عن بني إسرائيل وكيف أنهم آذوا موسى عليه السلام، فاليهود، فقد توعدهم الله تعالى أيضا بأشد العذاب، كما في قوله تعالى: ( ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ) البقرة (85).
وبالتأمل في أحوال أهل الملة الواحدة نجد أنهمة يتفاوتون في درجات الكفر والظلم والذنوب، فلا نعلم من نصوص الشرع ما يدل على جمع جميع أفراد الأمة الواحدة في دركة واحدة، ولا يمكن القول أن كل أفراد أمة كافرة ، هم أشد كفرا من أفراد الأمم الكافرة الأخرى، كما أنه لا يمكن المقارنة بطريقة مجملة بين الأمم الكافرة، فقد تكون أمة شرا من أخرى من وجه ، وأفضل منها من وجه آخر، فاليهود قد يكونون أشر من كثير من الأمم الوثنية لما عرفوا به من ظلم وكبر وحقد وحسد، لكنهم أفضل من الوثنيين من جهة إقرارهم بالله تعالى وإيمانهم بجنس الرسالة فهم أهل كتاب.

درجات العقوبة متفاوتة حسب الذنب:
ولأن الله تعالى هو العدل فهو سبحانه وتعالى يجازي كل بحسب عقوبته ومن هنا كان التفاوت بحسب الظلم والذنب يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: " وتغلّظ الكفر الموجب لتغلّظ العذاب يكون من ثلاثة أوجه: أحدها: من خبث العقيدة الكافرة في نفسها، كمن جحد رب العالمين بالكلية ، وعطل العالم عن الرب الخالق المدبر له، فلم يؤمن بالله وملائكته ولا كتبه ولا رسله ولا اليوم الآخر. ولهذا لا يُقَرُّ أرباب هذا الكفر بالجزية عند كثير من العلماء، ولا تؤكل ذبائحهم ولا تنكح نساؤهم اتفاقاً ، لتغلظ كفرهم، وهؤلاءِ هم المعطلة والدهرية وكثير من الفلاسفة وأهل الوحدة القائلين بأنه لا وجود للرب سبحانه وتعالى غير وجود هذا العالم.
الجهة الثانية: تغلظه بالعناد والضلال عمدا على بصيرة، ككفر من شهد قلبه أن الرسول حق لما رآه من آيات صدقه، وكفرَ عنادا وبغيا، كقوم ثمود، وقوم فرعون واليهود الذين عرفوا الرسول كما عرفوا أبناءَهم، وكفر أبى جهل وأُمية ابن أبى الصلت وأمثال هؤلاء.
الجهة الثالثة: السعي في إطفاءِ نور الله ، وصد عباده عن دينه بما تصل إليه قدرتهم، فهؤلاءِ أشد الكفار عذابا بحسب تغلظ كفرهم، ومنهم من يجتمع فى حقه الجهات الثلاث، ومنهم من يكون فيه ثنتان منها أو واحدة...
والثابت في شرعنا أن المسلم إذا ارتكب الفواحش ، فلا يكفر إلا إذا استحلها، فالخلود في النار يكون لأهل الكفر، وأما عصاة المسلمين إذا لم يغفر الله لهم ، فإنهم يطهّرون في النار زمنا ثم يدخلون الجنة.

الكلمات المفتاحية

درجات العقوبة متفاوتة حسب الذنب اليهود وموقعهم من النار دركات النار

موضوعات ذات صلة

amrkhaled

amrkhaled ورد في القرآن الكريم أن أصحاب النار متفاوتون في العقوبة فهم ليسوا على درجة واحد من العقاب وأنهم في الناء على دركات كما يتمايز أهل الجنة في الدرجات.